«رئيس الآلية الدولية»: الأمل والعدالة يقودان جهود الأمم المتحدة لتوثيق الجرائم في سوريا

«رئيس الآلية الدولية»: الأمل والعدالة يقودان جهود الأمم المتحدة لتوثيق الجرائم في سوريا
رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، روبرت بيتي خلال زيارته سوريا

استقبل السوريون سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 بفرحة عارمة، لكن مشاهد مئات الأشخاص الذين هرعوا إلى سجن صيدنايا بحثًا عن ذويهم أعادت إلى الأذهان الفظائع التي عاشتها البلاد، وكشفت شهادات السجناء السابقين عن التعذيب والسادية التي تحملوها، لتظل هذه الذكريات شاهدًا حيًا على انتهاكات حقوق الإنسان.

بعد سقوط النظام، تمكن رئيس الآلية الدولية، روبرت بيتي، من زيارة سوريا واللقاء بسلطات تصريف الأعمال، وأكد بيتي وفق مقابلة مع موقع أخبار الأمم المتحدة نشرت السبت على أهمية الحفاظ على الأدلة قبل أن تُفقد إلى الأبد كما أوضح أن السلطات الجديدة أظهرت استعدادًا للتعاون، رغم أن الإجراءات الرسمية ما زالت قيد الانتظار.

جهود دولية لتوثيق الجرائم

وأوضح بيتي أنه منذ عام 2016، عملت الآلية الدولية المحايدة والمستقلة على جمع أدلة ضخمة عن الجرائم في سوريا رغم التحديات. ومع منعها من دخول البلاد لثماني سنوات، اعتمدت الآلية على التعاون مع المجتمع المدني السوري الذي وثّق الجرائم بشجاعة رغم المخاطر.

وأفاد بأنه على مدى السنوات، جمعت الآلية أكثر من 284 تيرابايت من البيانات لدعم التحقيقات والملاحقات القضائية، وأوضح بيتي أن الأدلة المتوفرة تمثل فرصة تاريخية، لكن الزمن يشكل تحديًا كبيرًا للحفاظ عليها.

العدالة والمصالحة

أكد بيتي أن تحقيق العدالة في سوريا يجب أن يقوده السوريون أنفسهم، مع دعم دولي لضمان الشفافية والنزاهة، وأضاف أن محاسبة المسؤولين عن الفظائع ممكنة، مستشهدًا بتجارب دول مثل رواندا وكمبوديا، ومع ذلك، شدد على ضرورة اتخاذ السوريين قرارا بشأن شكل العدالة التي تعكس تطلعاتهم وآلامهم.

اختتم بيتي حديثه بالإشارة إلى أن العدالة الشاملة تتطلب إرادة مجتمعية ودولية، وأعرب عن أمله في أن تُحقق تطلعات السوريين، لتكون هذه المرحلة بداية لمستقبل يسوده السلام والمصالحة.

وتولت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل حليفة لها، السلطة بعدما شنت هجوما واسعا انطلاقًا من شمال سوريا، تمكنت خلاله من دخول دمشق فجر الأحد 8 ديسمبر 2024 وإعلان إسقاط النظام بعد 13 عامًا من النزاع الدموي.

وأعلنت الهيئة تكليف محمد البشير، رئيس "حكومة الإنقاذ" السابقة في إدلب، بتولي رئاسة حكومة انتقالية، في خطوة تشير إلى بدء مرحلة جديدة في البلاد في ظل مطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتواجه سوريا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة بخلاف آلاف المفقودين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية